سيدتي هل تسمحي لي

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراعا بذراع حتي اذا رئيتموهم دخلوا جحر ضب دخلتم ورائهم,قالوا اليهود والنصاري يارسول الله قال ومن غيرهم).صدق رسول الله

والناظر الي حال تركيا الان ومعظم الامه يجد الحديث ينطبق عليها تماما وصارت امه الاسلام امه النبي تتبع الغرب حتي النخاع وترتمي في احضانه وياليته يتقبلها ولاحول ولاقوة الابالله

ماشي بس ايه علاقه ده بالموضوع وليه الحديث ده بالذات واشمعنا تركيا اقول لكم والله المستعان

الناظر المتابع لتاريخ تركيا والمراحل التي مرت به يجد الاتي ,انه منذ سقوط الدوله العثمانيه في مطلع القرن الماضي وصعود حزب الاتحاد والتركي الي الحكم ,واعتلاء مصطفي كمال اتاتورك منصه الحكم مالبث هو واتباعه الي ان حاولوا بكل جهد وقوه القضاء علي جميع مظاهر الاسلام في تركيا والتنصل من هويتها الاسلاميه علي الرغم من ان 99,6%من اهلها مسلمين

المهم منذ بدايه تلك المرحله الي الان وتركيا ترتمي في احضان الغرب وتتمني رضاه وتحاول بكل قوه الدخول في الاتحاد الاوروبي وهو يلفظها ولايريدها وتركيا تقول لدول اوربا (سيدتي هل تسمحي لي بالخول الي بيتك اني خادمك المطيع)وهي تأبي عليه ذلك

لااعلم لماذا كل هذا الهوان لماذا كل هذا السعي للدخول في الاتحاد الاوروبي ,اذا كان الاتحاد الاوربي نفسه لايقبل تركيا بداخله ويعتبرها كيان دخيل عليه

فتركيا منذ عام 1959 (العام الذي انضمت فيه الي المجمع الاقتصادي الاوربي)وهي تضع الانضمام الي الاتحاد الاوربي الركيزه الاساسيه لسياستها الخارجيه .ولكن الان الامل في الانضمام الي الاتحاد الاوربي بدأيتضائل مع تزايد حده الانتقادات لتركيا وتزايد عدد المعارضين لدخول الدوله ذات ال72 مليون مسلم وكان الرئيس الفرنسي ساركوزي احدث المعارضين ,وكان احد المتعصبين السياسيين الاوربيين قال (ان اوربا لم تسمح لتركيا في الماضي ان تدخل بقوه السلاح واولي بها الان ان ترفضها وهي مسالمه)ولاشك ان خير دليل علي ان اوربا ترسل الرسائل تلوا الاخري لتلمح لتركيا بأنها كيان غريب عنها هو ماحدث عندما قام 27 من رؤساء الاتحاد الاوربي بتوقيع معاهدتهم الاصلاحيه في لشبونه والتي حلت محل الدستور فأن احتفالهم بالمناسبه جاء في دير (جيروتيموس)بما يشير ضمنا الي الطابع المسيحي للاتحاد الاوربي

انظروا الي حال تركيا الان وحالها ايام الدوله العثمانيه عندما كانت عروش ملوك اوربا ترتعد من نفير خيل المسلمين العثمانيين ,انظروا الي مافعل الذئب الاحمق اتاتورك وتابعه المغفل عصمت اينينو ,والي مافعله بايزيد الصاعقه ومحمد الفاتح شتان والله يااحبابي في الله شتان بين العزه والمجد وبين الذل والخنوع شتان الفارق بين الاسلام والعلمانيه ,انظروا الي مافعل هذا في تركيا والي مافعلت هذه في تركيا ,ان تركيا هذه لنا معها وقفات ووقفات في بوستات عاصفه النار التي سنتبعها ان شاء الله

ولابد ان نعترف ان تركيا الان تشهد طفره صناعيه كبري خاصه عندما امسك حزب العداله والتنميه الحزب ذو الطابع الاسلامي زمام الحكم وبدأيخاطب الناس بلغه الانجازات وهو ماحدث عندما تضاعف دخل الفرد من 2500 دولار في الشهر الي 5000 دولار في الشهر وحين انخفضت نسبه التضخم في الفتره ذاتها من 37%الي 9%وحين استقر سعر الليره التركيه وحين تم توزيع الكتب والكراريس بالمجان علي عشره ملايين تلميذ بالموحله قبل الجامعيه ,وحين تم شق طرق في اربع سنوات بطول 6500 كم في حين ان كل ماتم شقه منذ قيام الجمهوريه قبل 80 عام لم يتجاوز 4500 كم حتي ان رئيس البنك المركزي في انقره صرح بأن بلاده لم تعد بحاجه الي صندوق النقد والان اصبحت تركيا من اكبر 15 دوله اقتصاديه في العالم

كل هذا يحترم في تركيا ولكن بالنظر الي ان تركيا كانت سيده العالم الاولي الدوله العظمي حاميه ديار الاسلام فأن حالها الان محزن ,خاصه ان تركيا 99,6%من اهلها مسلمين حوالي 72مليون مسلم وانه جري في استطلاع للراي تبين ان ثلثي الشعب التركي من المتدينين والثلث فقط من العلمانيين

معكم ان كان للدوله العثمانيه اخطاء لكن كان لها ايادي بيضاء كثيره علي الاسلام والمسلمين يكفي انها ادخلت الاسلان الي العديد من الدول الاوربيه منها المجر واليونان واجزاء كبيره من النمسا ودول الاتحاد السوفيتي الجنوبيه والغربيه والكثير الكثير ,كانت كأي دوله عندما تمسكت بالاسلام قامت وعندما تركته سقطت وهكذا حال الدنيا ايام تذلذل تركيا اوربا وتخضعها وتتمني اوربا رضاها وايام تقف تركيا لتكون تابع لهم وهم يغلقون الابواب في وجهها وكما قال الله تعالي (وتلك الايام نداولها بين الناس )

ولابد للمحقق المنصف في التاريخ التركي الحديث ان يعتبر ان تركيا ابدا لم تعتمد علي النظام الديمقراطي وانها مثلت العلمانيه في ابشع صورها ,ولعب الجيش الدور الاكبر في السياسه التركيه خلال القرن الماضي فهو الذي اطاح بحركه نجم الدين اربكان الاسلاميه في السبعينيات وكان للجيش ثلاث انقلابات شهيره في فترت الستينات والسبعينيات والثمانينيات واطاح بثلاثه انظمه واعدم واحد من رؤسائها هو (عدنان مندريس)والانقلاب الرابع في التسعينيات ضد نجم الدين اربكان ايضا

فهل لدوله ديمقراطيه تدعي الديمقراطيه والحضاره يلعب الجيش في سياستها كل هذا الدور ويكون بمثابه الوصي علي الشعب والمجتمع اين الحريه التي يدعون اين الديمقراطيه التي يتشدقون بها

يوجد ابيات شعر تحضرني وانا انظر الي حال تركيا وحال الامه بوجه عام

رمينا باقصي وبالحراب :::واعيانا الوقوف بكل باب

تسولنا باب الشرق دهرا :::فما نلنا سوي مر الجواب

وارضينا كلاب الغرب حتي :::غدونا مثل اذناب الكلاب

سقينا الذل من شرق وغرب :::تجرعناه كأسا من عذاب

بنو عمرو واحفاد المثني :::واهل المشرقيه والضراب

تذل رقابهم لبني هرقل :::فيالله والعجب العجاب

وجزاكم الله خيرا وانصحكم بقراءه مقال استاذ فهمي هويدي في الاهرام ,ولاتنسونا من صالح دعائكم

فستذكرون مااقول لكم وافوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد