أول أمس وبينما أنا في البيت إذ بأخ من اخواني بالجامعة يحدثني علي الهاتف ويقول لي تعال إلي الجيزة الان فتحججت بمهمات وكلت لي في البيت وبعد إلحاح قررت النزول ووجدته بعدها بدقائق يحدثني ويقول لي البقاء لله في سامح سراج وصدقوني إلي الآن لاأكاد أدري أهذا صحيح أم لا
سامح (رحمه الله )كان في الفرقة الثانية ويفترض أنه رحمه الله كان سيذهب إلي الفرقة الثالثة
كان رحمه الله من حفظة كتاب الله وكان محفظا لكتاب الله وأحسبه من العاملين به فعندما كان هو في السنة الاولي كان يفترض أن أكون استاذه ولكن والله أراه أستاذ لي ولمئة من أمثالي
فكان رحمه الله منشغل بأمر دعوته ومهموم بها وأحسبه من المخلصين
وعندما ذهبنا إلي الكلية وجدت أخ لي يحدثني عن رؤيا رأها سامح قبل وفاته حلم بالرسول صلي الله عليه وسلم وحدثه الرسول صلي الله عليه وسلم في الرؤيا عن هيكل الكلية ومن سيتولي أمر المكان الفلاني ومن سيتولي أمر المكان الفلاني وأخبره الرسول صلي الله عليه وسلم في الرؤيا أنه ستحدث مشكلة في هيكل الكلية وكان محتارا رحمه الله ماهذه المشكلة
وأي مشكلة وأي مصيبة ابتليت بها الكلية بعد وفاته رحمه الله
وكان ذاهب مع أخوانه في رحلة وقبل ذهابه حلم بالرسول صلي الله عليه وسلم وقال له الرسول صلي الله عليه وسلم (إنك ملاقينا) وأخبر أحد أخواننا بهذه الرؤيا والذي بدوره حكاها علي قبره
وقبل وفاته رحمه الله قام وصلي قيام اللليل بل هو من إيقظ اخوانه وصلوا جميعا الصبح جماعة ثم قرأ ورده ثم قالوا أذكار الصباح ثم نزلوا إلي الماء في حوالي السابعة لكي يبعدوا عن فتن الشاطئ وتراهات الناس فيه فغرق رحمه الله ونحتسبه عند الله من الشهداء بأذن الله
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، قال : إن شهداء أمتي إذاً لقليل ! قالوا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، و من مات في سبيل الله فهو شهيد ، و من مات في الطاعون فهو شهيد ، و من مات في البطن فهو شهيد ، و الغريق شهيد ـ و في رواية ـ وصاحب الهدم شهيد )
من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الشهداء خمس : المطعون ، و المبطون ، و الغريق ، و صاحب الهدم ، و الشهيد في سبيل الله )متفق عليه
وأحسبه والله ممن يستحقونها
فقد أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم :(أن خيرنا من تعلم القرآن وعلمه)وهو رحمه الله كان حافظا وتاليا ومحفظا لكتاب الله
ووالله مقدار حزني عليه لايفوقه إلا حزني علي نفسي فمثل هذا والله يحزن علي فراقه فقط ولايخشي عليه باذن الله فالقرآن سيكون له مؤنسا والصلاة ستكون له مؤنسا وصومه سيكون له مؤنسا ودعوته إلي الله وجهاده للظالمين في كليته سيكون له شفيعا كل ذلك باذن الله وحده وهو كان محبا لربه ومحبا لرسوله صلي الله عليه وسلم
ولكن يجب أن نلتفت إلي أنفسنا وإلي أحوالنا مع الله
من منا صلي اللفجر اليوم من قام الليل من كانت الدعوة إلي الله شغله الشاغل ومن طلب العلم ومن جهر بقولة الحق ولو كانت في وجه ظالم ولو كانت ستودي بحتفه فما أجمل الحتوف في تلك المواقف من وصل رحمه من ومن ومن ومن.......................فالقائمة طويلة وأكبر من تحصي
يقول تعالي :(ومامنع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدي ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الاولين او يأتيهم العذاب قبلا ) وسنة الاولين هي الهلاك والموت
مامنعنا عن الالتزام بدين الله والجهاد في سبيله ومامنعنا عن كل مايرضي الله لما ننتظر دائماان تحدث مصيبة حتي نتعلم ونتحرك مع انفسنا ولكن عامة طالما أن الله لازال ممهلنا ولم يقبض أرواحنا فالله المستعان فلتشدوا الرحال من الان غلي دار ليس فيها وصب ولا نصب ولا تعب فيها نلقي الاحبة ونهنا معهم فاللهم أحشرنا فيها وقنا شرور دنيانا وباعد عنا الشيطان وشركه وحزبه وقنا الفتن ماظهر منها وما بطن
ولاتنسوا أخاكم سامح رحمه الله من الدعاء ولاتنسوني من دعائكم
والسلام
اليعقوبي