كنت أطالع جريدة الدستور في أحد أعدادها وكان هذا العدد قد نشر تقريرا عن الدكتور جمال حشمت وعرض فيه لبعض موافقه (تقبل الله منه)
وذكر التقرير شئ استفزني بشدة وهو التقسيم الذي يحلو للبعض أن يذكره في تقسيم الاخوان إلي إصلاحيين ومحافظين
ولكني عندي وجهة نظر فأنا لم أعرف الاخوان وبهم هذا التقسيم فهذا إصلاحي وهذا ومحافظ وهذا سلفي وهذا خلفي وهذا أخ تقدمي وهذا أخ رجعي
ولكني عرفتهم جماعة من المسلمين الموحدين ومن أهل السنة والجماعة آمنوا بالله ورسوله وعملوا لدينه وجاهدوا في سبيله
آمنوا بأنه يجب أن يكون للاسلام دولة ترعي مصالحه وتحافظ علي حدوده وتقيمها وسبيلهم لهذا الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة والالتزام بتربية انفسهم ومن ثم تربية شعوبهم الاسلامية
عرفتهم وهم يرخصون الغالي والنفيس من اجل نصرة دينهم وتطبيق شرع ربهم
عرفتهم أشدة علي أعداء دعوة الله رحماء بينهم فمن خالف دين الله نصحوه وإذا كان من أولي الامر وبدل وغير جاهدوه بكلمة الحق ووقفوا في وجهه فإما يرجع عن غيه وظلمه وإما استكمل الجهاد ودليلهم في هذا قول رسولهم صلي الله عليه وسلم (بأن خير الجهاد ،قولة الحق في وجه سلطان جائر)
عرفتهم عندما يغير علي بلادهم أحد يكونوا في أول الصفوف وعرفتهم أعلي من شهوات وملذات الدنيا وزينتها فلا يستقيم مع الجهاد والدعوة في سبيل الله طلب الدنيا والسعي واللهاث وراء زخرفها وزينتها الزائلين لا محال
عرفتهم وهم غايتهم من وراء أعمالهم ربهم وقدوتهم في حياتهم رسولهم (صلي الله عليه سلم) والقرآن دستورا لهم وسبيلهم لتحقيق وتطبيق والزود عن شرع ربهم (الجهاد) وأن الموت في سبيل ربهم هو تلك الامنية التي ظلوا يلهثوا ورائها طوال حياتهم
ولم اعرفهم طلاب دنيا ومناصب ولكن إذا تقدم لهذه الدنيا وهذه المناصب من يريد أن يبدل ويغير في دين الله ويحكم بغير ماأنزل الله كانوا له بالمرصاد وضيقوا عليه سبله
ولم اعرفهم إصلاحيين ومحافظين ولكني عرفتهم إخوانا مسلمين يكمل بعضهم بعضا اختلافهم في الرأي يثري عملهم
ولم اعرفهم إصلاحيين ومحافظين ولكني عرفتهم إخوانا مسلمين يكمل بعضهم بعضا اختلافهم في الرأي يثري عملهم
ولا مكان بينهم للاسئثار بالرأي ولكن رأيهم شوري بينهم
وفي النهاية
لم اكتب ذلك البوست لشئ غير أني أبغ به وجه الله والنصح لاخواني ودرئا لمسميات من سبيلها تقسيم الجماعة إلي جيوب فالاصلاحيين يلتفوا حول بعضهم والمحافظين يلتفوا حول بعضهم وتتمزق الجماعة لا أقول تنظيميا ولكن فكريا ،نعم فكريا فنحن الاصل فينا أننا نستمد آرائنا من الشرع الحنيف وليس بحسب أهوائنا أو بحسب تأثرنا ببعض التيارات الوافدة علينا
وتمزيق الجماعة تنظيميا هذا غير وارد باذن الله لاننا جماعة يجمعها الحب في الله ونصرة دين الله فالله وحده يحفظها ويحميها
يقول تعالي :(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلي الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
باعد الله بيينا وبينها فالله ولينا هو مولنا وعليه وتوكلنا وبه آمنا وفي سبيله نجاهد ولدينه ندعو
والسلام
اليعقوبي